تعاون بين وزارة الصحة العامة واليونيسف وجمهورية كوريا لدعم الرعاية المنقذة للحياة للأمهات والأطفال في لبنان

 

أطلقت وزارة الصحة العامة اللبنانية توسيع  نطاق تدخلها ليشمل الرعاية المنقذة للحياة للأطفال حديثي الولادة في  المستشفيات الحكومية. يهدف التدخل الذي سيتمّ تنفيذه بالشراكة مع اليونيسف وبتمويل من الحكومة الكورية، إلى إزالة العقبات المالية التي تحول دون وصول الأطفال وحديثي الولادة الأكثر ضعفاً إلى وحدات العناية المركزة الخاصة بحديثي الولادة والأطفال في المستشفيات الحكومية.
 
بالإضافة الى ذلك، ستدعم  الشراكة المستشفيات الحكومية من خلال  تأمين السلع والإمدادات المنقذة للحياة لضمان استمرار تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية. كما ستغطي النفقات العلاجية الضرورية في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة ووحدات العناية المركزة للأطفال، في مستشفيات حكومية محددة، وهي مستشفى رفيق الحريري الجامعي، ومستشفى الكرنتينا الجامعي، ومستشفى أورانج ناسو الحكومي، ومستشفى النبطية الحكومي، ومستشفى طرابلس الجامعي الحكومي، ومستشفى حلبا الحكومي، ومستشفى بعلبك الحكومي. وسيتم تحديد الأسر الضعيفة من خلال أداة لتقييم الضعف الاجتماعي يديرها أخصائيون اجتماعيون مدربون، ليتمّ بالتالي تغطية تكاليف 150 حالة علاجية.
 
واعتبر وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض انه"في خضم الأزمة المالية التي تمر بها بلادنا؛ يحمل هذا المشروع أهمية كبيرة. فهذه منارة أمل، تبرهن أنه يمكننا تخطي كل التحديات عندما يتعلق الأمر بصحة أطفالنا. وتمثل هذه المبادرة مثلًا على روح التضامن العالمي، والتي يجسدها الدعم من جمهورية كوريا الجنوبية  والتعاون المستمر من جانب اليونيسف".
 
وأضاف الأبيض: "إننا نتذكر قدسية الحياة البشرية، وهو مبدأ يكتسب أهمية أكبر في ضوء الفظائع المؤلمة التي ترتكب ضد الاطفال في غزة. إن أعمال العنف هذه تصدم ضمير الإنسانية وهي تعزز التزامنا بحماية الحياة في أكثر مراحلها ضعفا".
 
وشدد الوزير على أهمية المستشفيات الحكومية في لبنان قائلا: "إنها أكثر من مجرد مرافق للرعاية الصحية؛ إنها ركائز القدرة على الصمود، حيث توفّر الرعاية الحرجة على الرغم من محدودية الموارد. وإن المهنيين العاملين في هذه المؤسسات يجسدون التفاني والخدمة، مما يضمن أن الرعاية الصحية الجيدة ليست امتيازًا ولكنها حق في متناول الجميع".
 
وتابع الابيض: "بينما نتطلع إلى المستقبل، دعونا نتبنى مبدأ أن حياة كل طفل ثمينة. ومن خلال هذا المشروع، فإننا لا نحمي صحة أطفالنا فحسب، بل نعمل أيضًا على رعاية الجيل القادم، وتعزيز بيئة يمكنهم من خلالها الازدهار، بغض النظر عن الازمات الاقتصادية".
 
وفي الختام، أعرب وزير الصحة العامة عن عمق امتنانه لجمهورية كوريا الجنوبية، واليونيسف، والشركاء المانحين، ولجميع المشاركين في هذا المشروع المنقذ للحياة، قائلاً: "معاً، نصنع إرثاً من الأمل والرعاية والالتزام الثابت بحياة الإنسان".
 
 سيضمن  التمويل الجديد من جمهورية كوريا توافر الأدوية الأساسية الحادة للأطفال في مراكز الرعاية الصحية الأولية لتجنب أي انقطاع في الإمدادات والسماح للأطفال والأمهات بالحصول على العلاجات الضرورية في الوقت المناسب.
 
قال السفير الكوري في لبنان، السيد إيل بارك،: "مع مساهمة هذا العام، نواصل دعم نظام الرعاية الصحية الأولية والثانوية من أجل تخفيف العبء على القطاع الصحي في لبنان وتعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية للأطفال المعرضين للخطر والأسر الضعيفة".
 
وبدوره إدوارد بيجبيدر، ممثل اليونيسف في لبنان، قال: "تلتزم اليونيسف بمعالجة الثغرات الأساسية التي تحول دون الوصول الى الرعاية الصحية مع إستمرار دعمنا المنقذ للحياة للأمهات والأطفال في لبنان". وأضاف: "أن التمويل السخي المتواصل من جمهورية كوريا، يمنحنا القدرة على توسيع نطاق جهودنا للوصول إلى المناطق الأكثر ضعفا و ودعم مستشفيات إضافية خاصة في بعلبك وعكار".
 
وشمل الدعم الذي قدمته جمهورية  كوريا  العام الماضي 124 تدخّل علاجي ل118 طفلاً دون سن الخامسة في خمسة من المستشفيات حكومية.  كما قامت اليونيسف، بالإضافة إلى ذلك،  بشراء الأدوية المنقذة للحياة مثل المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب والإمدادات الطبية وأدوية العلاج الكيميائي لضمان استمرارية وجودة الرعاية المقدمة للأطفال الأكثر ضعفا في لبنان.
 
تعيد جمهورية كوريا تأكيد التزامها بأنشطة اليونيسف في لبنان من خلال المساهمة بمبلغ 1,900,000 دولار أمريكي في عام 2023. والذي شمل دعم مستشفيات حكومية مختارة في تقديم العلاج المنقذ للحياة للفئات الأكثر ضعفا، وشراء وتأمين الإمدادات الطبية الأساسية للأطفال  لضمان استمرار تقديم  الخدمات  بالإضافة الى دعم أعمال الصيانة والتطوير لخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في 25 مرفقا للرعاية الصحية الأولية لتصبح جاهزة بشكل أفضل للإستجابة لحالات الطوارئ.